رابط المقال على الجزيرة اون لاين
http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120731/wr17278.htm
http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120731/wr17278.htm
دائما ما نعبر عن علاقة زوج بزوجته بأنه شريك حياتها أو هي شريكة حياته، هذا لأنهما يتقاسمان هموم الحياة وأفراحها ويسيران جنبا لجنب في طريق رسماه لنفسيهما، كما أن تعاونهما المستمر هو جوهر الرابط المقدس الذي جمعهما ولكن إن قصر احدهما في عون شريكه فإنه يحكم على هذه العلاقة بالفشل!!
في الحقيقة بدأت أكتشف أن مصطلح "شريك الحياة" له مجالات استخدام أوسع مما تعودنا عليه، و أنه لا يقتصر فقط على عقد قران شخصين فتلك الصورة النمطية لشريك الحياة داخل إطار الزواج سيطرت علينا، بينما المفروض ان يكون شريك الحياة الشخص الذي يمكنك ان تحدثه بكل شيء وعن أي شيء دون ان تشعر بالحرج منه أو دون ان تعطي أهميه للوقت وهو يمضي ، هو الإنسان الذي اختار ان يستمع لشكواك ويشعر بالسعادة لسعادتك ويشاركك الألم ويطبطب على كتفك حين تشعر بالوحدة ويشعرك بالحب غير المشروط فقط لأنه آمن بك وبمقدرتك، ومد لك يد العون وقت الشدائد وصفق لك بذات اليد عند النجاح.
أم أو أب أو صديق أو أخ أو حتى شخص لا تعرفه التقيت به صدفة ولم يتأخر للحظة عن تقديم خدمة لك ستطلق عليها (خدمة العمر) هذا شاركك في صنع حياتك وكان طرفا في رسم مستقبلك، ابنك مثلا الذي ربيته لتجده يقف إلى جانبك ويساعدك في أعمالك هذا شريك حياتك، صديقك الذي دعمك واتصل بك ليبلغك عن تسجيل الجامعة او التقديم لعمل او حتى تعاون معك على بدء مشروعك هذا شريك حياتك، تلك الزوجة او الزوج اللذان أفنيا حياتهما لحماية بعضهما وواجها مصاعب الحياة هذان شريكا حياة، أما بالنسبة لي, أمي كانت شريكة حياتي التي لم تغب عني بكل ايامي، وكانت معي في حلوها ومرها كانت ولا تزال شريكة حياتي أطال الله في عمرها.
ما أود ذكره هنا أنهم وإن لم يحرصوا على ذكر ما قدموه لنا، فأبسط ما يمكننا قوله (شكرا) ولن تفيهم حقهم ولكنها ستعني لهم الكثير، هم أيضا كانوا يرغبون بمن يمنحهم ذات الفرصة ليكملوا شق طريقهم، نحن نحتاج لتذكرهم دائما حتى نتذكر أن الحياة تبادل للأدوار فقد نكون سببا في نجاح أحدهم، او سببا في تغيير نمط حياته او سلوكه، وحتى قد نكون سببا في ارتباطه بشريك حياته المستقبلي!!
يقول جيم ستوفال: " يجب أن تكون على علم بما يفعله المحيطون بك، فتحيي الجهود التي يبذلونها، وتتعرف على نجاحاتهم، وتشجعهم في الوصول الى مساعيهم، لأنه عندما نتعاون جميعا في مساعدة بعضنا بعضا حينها الكل سيفوز بالنهاية "
لننظر حولنا, هناك الكثيرون ممن شاركونا للحظات جميلة كانت او حزينة والتي كانت سببا في قلب موازين حياتنا وتركوا بصمة فيها ولا أحد فينا يعلم متى يرد دينه ولكن علينا أن نتذكر دائما بأنه كما منحنا الله الفرصة ليشاركنا أحدهم طعم النجاح علينا الاستعداد لرد هذا الدين، فيوما ما سنكون نحن مصدر إلهام لأحدهم وقد نكون عونا له على مواجهة المصاعب، فنحن نزرع الشجر لمن سيأتي بعدنا كما زرع لنا ذات الشجر فحصدناه.
مقال جميل يدعوا بإبداع إلى التوقف والتأمل..
ردحذفوبهذا المعنى للمشاركة يتحقق المعنى الجميل،، لتسكنوا إليها، في قوله تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ }