بحث هذه المدونة الإلكترونية

يومنا الوطني ...


رابط المقال على الجزيرة اونلاين http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120926/wr21680.htm

بين إعلان يومي السبت والأحد إجازة بمناسبة اليوم الوطني ومن ثم إعلان خادم الحرمين الشريفين عن إلغاء أوبريت اليوم الوطني تضامنا مع الشعب السوري وإحتراما لما يمرون به ، وبين الإحتفالات التي ملئت شوارع بعض مدن المملكة للتعبير عن فرحهم بهذا الحدث حتى وصلت لمشاركة بعض ابناء الخليج بجو من الإخوة والمحبة.
اصبح بها اليوم الوطني حدث مهم ننتظره كل عام، نفرح به ويخرج الكثير منا للتعبير عن فرحه بطريقته أو حتى يراه البعض فرصه جيده للإجتماع بالعائلة بعيدا عن زحام الشوارع والسيارات.
لكن علينا جديا ان نبحث في ما هيه اليوم الوطني وليس النظر لما يحمله لنا من قرارات وإجازات!!
فاجئني ان كثيرا من الجيل الجديد كان يسأل عن الفرق بين اليوم الوطني الذي خصص بمناسبة توحيد المملكة العربية السعودية والإحتفال بمرور 100 عام على فتح الرياض التي إحتفلنا بها قبل 12 سنه تقريبا.
هذا السؤال دفعني للتفكير مسؤولية من هذه؟ لماذا يجهل الجيل الجديد أحداثا تاريخية تعتبر أساس هويتنا الوطنية؟
اليوم الوطني ليس الخروج برسومات على الوجه وأعلام تزين المركبات وإجازة نقضيها في حالة استرخاء ،اليوم الوطني هو سبب مهم لنجدد لأطفالنا وشبابنا معلومات عن وطنهم ونقص لهم أخبار الفتوحات التي قام بها (المغفور له باذن الله ) الملك عبدالعزيز و كيف أكمل أبنائه شق طريق والدهم لتصبح المملكة العربية السعودية رمزا شامخا بين الدول.
إن تقديم المعلومة بطرق مختلفة تواكب تطلعات جيل التقنية وبتجدد مستمر سيكون له الأثر الأكبر في زرع تاريخ الوطن بقلوبهم، لا يكفي أن يقوم مذيع ارتدى علم السعودية محاطا ببالونات خضراء ليسرد على المشاهدين هذه المعلومات التاريخية ويستضيف مجموعة من الشخصيات العامة ليعبروا عن مشاعرهم.
لو أن هناك جائزة سنوية لأفضل فكرة إحتفال باليوم الوطني تقام على مستوى المنظمات الشبابية في مناطق المملكة لحصلنا سنويا على كم هائل من المسيرات المنظمة والتي يحدد لها المكان والزمان وبطريقة حضاريه تسمح حتى للعوائل بالخروج لمشاهدتها والإستمتاع بها دون ان يوجه أرباب المنازل تنبيهاتهم بعدم خروج أهل المنزل الا للضرورة القصوى.
كما لو يتم تخصيص جائزة لأفضل عمل تلفزيوني يسرد أحداثا تاريخية تخص المملكة بقالب شبابي جذاب، والفيديو الفائز يعرض في كافة القنوات.
يقول الملك عبدالعزيز رحمه الله : "كل أمة تريد أن تنهض، لا بد لكل فرد فيها من أن يقوم بواجبات ثلاثة: أولها واجباته نحو الله والدين، وثانيها واجباته في حفظ أمجاد أجداده وبلاده، وثالثها واجباته نحو شرفه الشخصي"
ان عصب اي وطن يكمن في فخره بموروثه التاريخي والذي ينبع منه هويته الوطنية، ولا يحصل هذا بإرتداء الزي الشعبي بل بما تحمله العقول من أحداث وقصص تاريخية عن الوطن.، نحن نسعى للنهضة وهذا لا يكون الا بزرع تاريخ وطننا في قلوبنا ووحدتنا في صف واحد لا يفرقنا مذهب او قبيلة او منطقة، فجميعنا مسلمين جمعتنا راية التوحيد نتساوى في وطنيتنا وفي سعوديتنا.
دام عزك يا وطن بولاة الأمر أمدهم الله بالقوة وسدد خطاهم، دام عزك يا وطن بأبنائك وبناتك الذين لن يهنئ لهم بال ولن يطيب لهم عيش حتى يرفعون اسمك عاليا في السماء.

الطفل الذي بداخلنا


رابط المقال على الجزيرة اونلاين http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120911/wr20369.htm



لفت نظري ضحك مجموعة من الآباء والأمهات الإنجليز في إحدى الحدائق ، توقعت في بادئ الأمر أنهم يلاعبون أطفالهم لكن فاجئني كيف أنهم هم من يلعبون القفز بالحبل بينما وقف الأطفال يشجعونهم وكان مشهداً رائع حقا.
دفعني هذا للتساؤل هل تخلينا عن الطفل الذي يعيش بداخلنا بعد أن أنهكتنا متاعب الحياة وأشغلتنا عن أنفسنا؟!
بالنسبة للأطفال فإن اللعب مهم جدا لتنمية الجوانب الشخصية لديهم فهم يكتسبون مهارات تنسيق حركاتهم وينمون الجانب الإبداعي والخيالي والعاطفي ويطورون مهارات حل المشكلات.
لكن هذا لن يكتمل بشكل صحيح ما لم يشارك الطفل في اللعب شخص بالغ، لأنه يعتبر عامل مهم في توجيه الطفل للطرق الصحيحة سواء بالتعبير عن نفسه أو حتى في ارتباطه المباشر مع مقدم الرعاية من الوالدين أو المربيين.
هذا إذا نظرنا لتأثير اللعب على الأطفال، لكن ماذا لو فكرنا بتأثيره على الكبار؟!
كثيرا ما يبهجني مشهد والد اخذ طفله ليعلمه كيف تحلق طائرته الورقية بالسماء، ما ألاحظه فعلا هي سعادة هذا الأب وكأن الزمن عاد به عشرات السنين، وحتى حين أشاهد أم تركض خلف ابنها فإنها تنتابها حالة ضحك اجزم أنها لا تشعر بلذتها كما يحصل معها في هذه اللحظة.
جميعنا محتاجين أن نعود للوراء ساعات قليلة نلقي عن أكتافنا مشاغلنا وهموم حياتنا، حتى نسترجع ضحكات الطفولة التي ركناها على رفوف الزمن ونعود لنرتديها، وكأنها ماء يغسل صدورنا.
عدا عن كون اللعب يعيد توازن علاقاتنا مع بعضنا في داخل الأسرة أو مع الأصحاب والتي قد تأخذنا من بعضنا تفاصيل يومنا، فيقل التواصل الحسي بيننا لنعود في جلسة سمر نسترجع ذكريات طفولتنا التي تركناها خلفنا وكلنا أسى على جمال تلك الأيام وكأنها لن تتكرر وكأننا اخترنا أن لا نحييها.
التكنولوجيا أنستنا أن هناك أطفال بانتظارنا لنلعب معهم ونسينا أننا نحن بانتظار أنفسنا أيضاً لنلعب معها، ولا أحد يستطيع أن يعيد تلك البسمة الصافية على وجوهنا سوانا.
يقول برنارد شو: "نحن لم نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا، نحن كبرنا لأننا توقفنا عن اللعب"
إننا بحاجة لأن نعيش الشباب المتجدد فنحن وحدنا من يعيش حياتنا ولأننا سنحرم أنفسنا وأجسادنا متعة السعادة بتجاهلنا بأن لها علينا حق، صحيح أن الأطفال وجدوا ليتعلموا منا مظاهر الحياة، لكن هذا لا يعني أن لا نتعلم منهم السعادة الغير مشروطة بأبسط مظاهرها، ولهذا نحتاج حقا لأن نقول لأنفسنا أطلق الطفل الذي بداخلك دون أن يكون قصدنا ساخر تهكمي فحقاً إننا بحاجة لانطلاقة جديدة، فالحياة لا تأتي سوى مرة واحدة فل نستمتع بها بكل ما أوتينا من قوة.

انتخب عريف الصف..



رابط المقال في الجزيرة اونلاين http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120904/wr19781.htm



لفت نظري حديث الأستاذ خالد العجاجي عبر شبكة التواصل الاجتماعية (تويتر) عن انتخاب عريف الصف كأول عمل يقوم به المدرس في بداية العام الدراسي الجديد حرصا منه على غرس مفاهيم ايجابيه لدى الطلاب ليشعروا بأهمية رأيهم ودورهم في تحمل المسؤولية حتى لا يساهم المعلم بخلق قوالب جامدة من الطلاب لا تملك حس المبادرة والتفكير.
الطالب سيغير صفه ومعلميه في كل سنه ينتقل بها من مرحله لمرحلة، ولكن اسم المعلم المميز سيبقى يرافقه طول العمر ، اي ان على المعلم الكثير من المسؤولية في كل تصرف يقوم به امام تلاميذه فهو قدوتهم ولابد من ان يتأثروا به.
ليس فقط في انتخاب عريف الصف بل حتى للمعلم دور كبير في زرع مبدأ الإنتماء للفصل وللمدرسة ، فمثلا يمكن لمعلمين الصفوف الأولية تشجيع طلابهم على زرع شجرة صغيرة في ساحة المدرسة يقوم الطالب برعايتها طوال العام تكبر معه ويهتم بها بطريقته.
كثيرا ما نتحدث نحن الكبار عن ايام الدراسة والذكريات واثنين من المعلمين لا يمكن نسيانهم المعلم القاسي والمعلم الذي قدم لنا الاهتمام والرعاية اثناء دراستنا بالتشجيع والتحفيز.
انا مثلا لن انسى معلمتي بالصف الثالث الابتدائي التي صفعتني بسبب وردة رسمتها على كتاب الرياضيات بجانب معادلة رياضيه ظنا مني انها ستعجبها، بعدها اصبحت اتحاشى النظر لها حتى اني لم اعد اعتبر مادة الرياضيات مادة ممتعة لي طوال اعوام حتى التقيت الاستاذة مريم الشبل في الصف الثالث ثانوي وكانت سببا في تفوقي بمادة الرياضيات كانت كلماتها المحفزه وتشجيعها المستمر لي ولزميلاتي السبب الأهم لتفوقي بهذه المادة.
الأكيد ان لدى الكثيرين منا وخصوصا من يعمل معلما الآن ذكريات كثيرة حول المدرسة التي كانت فعلا منزلنا الثاني نقضي بها وقتا قد يكون اطول من الوقت الذي نقضيه بالمنزل.
ابناء جيلي كانوا اكثر انتماءا لمدارسهم ومعلميهم، وهذا ما لا نراه في الوقت الحالي الذي اصبح الطالب يكره اللحظة التي يقال فيها ان غدا الدوام الدراسي، العيب يقع على عاتق المدرسة بالدرجة الأولى والأهل الذين نسوا دور المعلم المساند في التربية بل حتى اني لاحظت ان هناك اقصاء لأهمية دور المعلم بالتربية مما ادى لتخلي العديد من المعلمين عن التدخل في تثقيف الطالب واصبح دورهم منصب في نقل المعلومة والخروج من الحصة دون الاهتمام بهؤلاء الطلبة.
ان العلاقة التي تربط المعلم بالطالب هي علاقة تكافليه يقوم بها المعلم بنقل المعلومات مغمسة بالكثير والكثير من الاخلاق والسلوكيات الحسنة وعلى الطالب ان يتعلم من خلال خبراته كيف يصبح مواطن صالح يخدم نفسه ومجتمعه ووطنه.
المعلم الذي لا يكتفي بشرح مادته بل يعمل على تحفيز التفكير والنقاش البناء وتقبل الرأي والرأي الأخر والتعاون وحب العمل التطوعي وحتى المرح لدى الطلاب هو معلم ناجح بكافة المقاييس فنحن جميعا نعلم ان الطالب ينسى اغلب ما تعلمه في الكتب خلال سنوات الدراسة ولكن الذي يبقى مرافق له هي كميه الأخلاق والقيم التي إكتسبها من خلال معلميه ومن تجاربه في المدرسة مع زملائه.
يقول جون كيندي : " دعونا نفكر بأن التعليم هو الوسيلة الأفضل لتنمية قدراتنا العظيمة، لأن لدى كل واحد منا أمل وحلم خاص به يتطلع للوصول له، يمكن ان يترجمه الى فائدة تعم الجميع وتساعد على صلاح الأمة"
نعلم أن دور المعلم هو من أكثر الأدوار الاجتماعية مشقه فهو مسؤول عن مسار حياة طلاب سيكونوا اطباء ومهندسين ومثقفين وعلماء وحتى معلمين، قد يكون المعلم سببا في وصولهم للنجاح وقد يكون سببا في انتهاء أحلامهم وطموحهم وايضا قد يكون سببا فعالا في تحويل مسارهم من مجرد اشخاص عاديين الى رجال ذووا انجازات عظيمه تدون اسماءهم في صفحات التاريخ، لن ننكر فضلكم أيها المعلمين فقد كدتم ان تكونوا رسلا لكن رجاءنا الخاص ان تستعيدوا هذه المكانة في قلوب طلابكم فهم مرآة نجاحكم بعد سنين انتم الجنود المجهولين الذين شاركتم وستشاركون دوما في امدادنا بتلك النجاحات.

رسالة الى ..




رابط المقال على الجزيرة اونلاين http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120807/wr17885.htm

تلقيت ذات مره رسالة من شابة لم تتجاوز 16 عاما تخبرني أنها مستائاه جدا من تصرفات والدها القاسية مع والدتها ولكنها تخشى أن تخبره خوفا من أن يغضب منها ، خاصة انها تحبه جدا ولا ترغب بإزعاجه.
كانت كلماتها رغم بساطتها واللهجة العامية التي خاطبتني بها، تحمل الكثير من المشاعر والدموع، كانت بسبب عجزها عن مواجهة والدها حبيبها وابلاغه بما يجول في خاطرها من ملاحظات دون ان تخبره بصراحه ( لقد أخطأت يا والدي )!!
اخبرتها بأن أسهل طريقه تجعلها تفرغ مشاعرها دون أن تجرح والدها هي أن تكتب له رسالة عبر الجوال او الإيميل او حتى بخط اليد رسالة تكون مليئة بالحب والاحترام ولكن تحمل عتابا حول ما يقوم به ،وتترك له الخيار في مواجهة مشاعر طفلته التي لم يرضها ابدا ما يقوم به والتي دفعتها للاحساس بانه امر غير صحيح،  وهذا من حقها فهي جزء من هذا الكيان الاسري ولها وجهة نظر ترغب بمشاركتها معهم حتى وان كانت بنظرهم طفلتهم التي تلعب.
قصتها جعلتني أراجع نفسي هل نحن مستعدين لقول الحقيقة في وجه من نحب؟ وهل هو مستعد لسماعها؟ ام ان الصمت هو سيد الموقف حتى لا نخسرهم او نخسر حبهم لنا؟
ان هذه اللحظة التي نقف فيها حائرين امام مشاعرنا ورغبتنا بالافصاح عما في انفسنا تجاه اشخاص احببناهم تجعلنا قلقين من ردود افعالهم حين نواجههم، تجعلنا نعيش صراعا داخليا مقيت وكأنه لا ينوي أن ينتهي الا بمعجزه.
نعلم جيدا انه لا يوجد انسان كامل على وجه الارض، لكن تبقى لدينا تلك النزعة للكمال والتي تدفعنا لان نخبرهم بأخطائهم حتى يصححوها ، وهنا تكمن المشكلة!
حاجز الصمت الذي يحول بيننا وبين قول الحقيقة يقف أمامنا ليمنعنا عنها ويجعلنا نشعر بالاسى فقط لاننا لم نتكلم! ولا احد يستطيع القول بان خطوة الصراحة هذه بسيطة ولكنها تحتاج منا للكثير والكثير من الشجاعة قبل ان نترجم مشاعرنا لكلمات تريحنا من حمل اطبق على صدورنا انتظرنا زواله زمنا طويل.
يقول فيودور دوستويفسكي : " في هذا العالم لا شيء أصعب من قول الحقيقة و لا شيء أسهل من نفاق"
المشكلة الوحيدة التي تقف بيننا وبين الافصاح عن رأينا ومشاعرنا هي الخوف من ردة الفعل ، الخوف من المجهول وغير المتوقع ولكن يقال ان العين تاكل قبل الفم كناية لجمال الطبق، وهذا ما علينا فعله ان نزين كلامنا ونعيد سياقة ونختار الوسيلة الافضل فنحن هدفنا من الافصاح عن تلك المشاعر ليس الانتقاد ولكننا نسعى لان نعيد ترتيب اوراق تبعثرت، نحن بحاجة لان ننتعش لان نشعر بالارتياح لكي لا تكون هذه المشاعر حجر عثرة في طريقنا علينا دائما ان نكتب تلك الرسالة التي تحمل كلمات عتبنا مغلفا بباقة من الحب والاحترام.

مسرح عرائس





رابط المقال على الجزيرة اونلاين http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120724/wr16709.htm


قبل عشرين عاما تقريبا كنا نقوم بصناعة دمى مسرح العرائس  بأيدينا بعد ان نختار الشخصية التي نرغب بأدائها من بعض القصص ، ونقوم بتقسيم الأدوار ومن ثم أدائها ، وبالرغم من ان أفلام الفيديو الكرتونية كانت رائجه جدا إلا أن مسرح العرائس كان اهم نشاط نقوم به ونستعد له بشغف.
اليوم استغرب جدا حين يسألني احدهم أن اطفاله لا يملكون اداة ترفيه سوى الأجهزة والهواتف الذكية، فهل سأل نفسه ما هو البديل المقترح للطفل بدل من الالواح الرقمية؟
ان اللعب بالنسبة للاطفال وكانها فقاعات تخرج من اعماقه تنعشه وتنعش حواسه ،ومحاكاة الطفل لما يحصل حوله من مواقف من خلال اللعب تكسبه مهارات كثيره، والتمثيل وان كانت أدوار تحكي تفاصيل يومية عادية، لكنها بمثابة الدروس العملية التي يقوم بها الطفل وتحفر في ذاكرته متقمصا شخصيات احاطت به بكل ما تحويه من سلب وايجاب!!
كم مرة دخلت لترى طفلك وقد خط شاربا ووقف امام المرآة ليقلدك؟ وكم مرة رأيت فتاتك الصغيرة تحمل عروستها وترتدي الكعب تحاكي تصرفاتك امام صديقاتك؟
اطفالنا اليوم اصبحوا يستمدون جل معلوماتهم عن العالم الخارجي من وسائل الاعلام المختلفة، وهذا سبب في قلة تفاعل الأطفال مع البيئة المحيطة بهم سواء في المنزل او المدرسة أو حتى الأماكن العامة.
ومن يشاهد هذا الكم الهائل من البرامج وخاصة العالمية والتي تم صنعها باتقان تبهر الكبار قبل الصغار مقارنه بالبرامج المحلية ، يدفعنا للتفكير: هل ما يتلقاه الطفل من وسائل الاعلام هو مفيد له ولسلوكه؟
في الحقيقة ان وسائل الاعلام الموجهة للطفل تملك تأثيرا على الأطفال يتراوح ما بين 35% الى 40% اي ان 4 مفاهيم تربوية وأخلاقية وسلوكية  مصدرها وسائل الإعلام بينما 6 مفاهيم مصدرها المنزل والمدرسة والمجتمع المحيط بالطفل ، وهذا قد لا يخدم اهداف الوالدين في اكساب أطفالهم السلوكيات الصحية في مرحلة الطفولة!!
اذا .. لماذا عليكم إنتظار برنامج تلفزيوني او فلم حتى تتمكنوا من زرع الخصال الحسنة في شخصيات ابنائكم، بينما انتم قادرين على خلق جو ترفيهي خاص بكم كعائلة ولن تنسوه ابدا،  كما ان دروسه ستبقى محفورة في ذاكرة ابنائكم.
ان الأطفال بطبعهم يميلون لحب الاستطلاع والاكتشاف واللعب سيشبع لديهم الكثير من الفضول كما أنها فرصه جيده للرد على تساؤلاتهم التي لا تجدون الفرصة المناسبة في طرحها أو حتى تنبيههم حول بعض الأمور التي لا ترغبون ان يقوموا بها،  كما انكم ستحظون بالفرصة للجلوس معهم وقيامكم بصناعة تلك الدمى التي ستحركونها بايديكم ،وخاصة ان هناك الاف الفيديوهات المعروضة في الانترنت والتي تشرح طرق صناعتها باسلوب بسيط وشيق.
اثناء لعبكم مع اطفالكم او على الاقل بقائكم معهم لمراقبتهم بإمكانكم إكتشاف شخصياتهم، وطبيعة ردود افعالهم تجاه المواقف التي يؤدونها، انها افضل وسيلة تساعد ابنائكم على التعلم وتنمية مهارات عقلهم في التفاعل مع الأخرين.
يقول الدكتور ستيوارت براون المتخصص في الطب النفسي المعاصر: " ان الأطفال الذين يمارسون هواية تمثيل الأدوار ومحاكاتها هم الاقل عرضة للاكتئاب، لانهم اكتسبوا مهارات التعايش مع المشاكل واستطاعوا تخطيها بشكل مستمر وامتلكوا حس الدعابة في مواجهة المواقف الإفتراضية المختلفة"
لذا عليكم السعي بجد لتقوية علاقاتكم باطفالكم من البداية ، ساعة اسبوعيا تقضونها معهم منذ نعومة اظافرهم لتحكوا لهم قصص حصلت معكم او قصصا قرأتموها في احدى الكتب وتشاركون أطفالكم متعة صناعة الشخصيات التي ستقومن فيما بعد بأدائها، فالأطفال هم لوحه انتم ترسمونها بألوانكم وأقلامكم لتعرضوها لنا في المستقبل.