أتعجب لحالنا فنحن منظمين جدا في عملية ( اللا تنظيم)!!
نعم ,, وأقصد بذلك أننا نعيش رتم من الحياة وبطريقه مرتبه والهدف من هذا التنظيم أن نكون غير منظمين ,
ولنضرب مثالا واحد رغم إعتقدي أن كثر الأمثله لن يحل المعضله وانما للاستدلال فقط حتى نتخيل الواقع المر !!
مثلا لنقل أننا رغبنا بالعشاء بليلة من ليالي الخميس التي تغنى بها أبو نوره
ليلة خميس نور بها نور القمر ,, شط البحر ,, والليل في فرحه عريس ,, ليلة خميس
تخرج من منزلك لتحصل على وجبة عشاء تستغرق منك الرحلة بالأحوال الطبيعية من ساعة إلى ساعة ونصف مع اللف طبعا ولكن أن تخرج في ليله خميس ,, هذا الذي لا يمكن تحمله!!
وكأن الرياض حكمت على سكنها بالطرد ، فلا يبقي ساكن إلا وتجده ماسك سرى في أحد تلك الشوارع والتي يطلق عليها ( هاي وي) ومع هذا لا يمكن أن تتقدم خطوة واحده حتى تمر 3 دقائق ,, وأنت وحظك يا تلحق ولا ما تلحق !!
وما أن تصل للمطعم بعد مرور ساعة أخرى تتفاجئ أن النادل يخبرك وبكل أسف بأن المطعم ممتلئ لتذهب لمكان أخر وساعة اخرى، ولعل هذه هي الحكمه من تواجد أكبر عدد ممكن من المطاعم في شارع التحليه فقط ,, هذا ما لم تكن جميع مطاعم الرياض هناك اصلا !
وهنا يأتي دور العلاقات الاجتماعية , فالزبون الذي يتردد بشكل مستمر أو يومي ليس كمن يأتيهم مرة بالعمر، كأن تكون خطيبته الحبيبه اخبرته برغبتها الشديدة للذهاب لذلك الشارع العجيب والذي تسمع به ولا تراه بحكم أن أغلب العوائل المحافظه يرون أن فيه مفسده لبناتهن حين يذهبن اليه !!
لست أنتقد هنا طبعا فأنا من المؤيدين للحرية الشخصية وحسب ما تستدعيه الحاجه في التربيه ، ولست ممن ينادي بحريه الفتاة فقط للذهاب للتحليه !!
وإنما اقول ان بعض الفئات ترى فيها مفسده، لذا أقابل وأرى العديد من الفتيات حين ترتبط تطلب الذهاب لكل ما كانت تسمع به ولا تراها !!
وبحكم أن العريس يريد الظهور دوما بصورة البطل المغوار والجني بمصباح علاء الدين فلن يمانع أبدا ما دام أن طموح زوجته الجديدة لا يتعدى حدود التحليه كسياحة داخليه وأبها والطائف كاسياحه خارجيه !!.
وبالعوده لموضوعنا فعلى فرض أن علاقتك جيده بمطعم ما، فإنك سوف تدخل من البوابة لتجد عشرات الأسر تقف وتنتظر دورها بالحجز خوفا منها أن تخرج لمكان أخر فتعود بخفي حنين.
ومن ثم تجلس على المائدة بعد كل هذا العناء, ليصل النادل ويسجل ما تريده من طعام وحين يهم بالذهاب يغلق عليك ستائر الغرفة الصغيرة التي إحتوتك أنت ومن معك .
وبعد الإنتهاء من هذا العشاء الممل تعود للمنزل وقد أمست الساعة الواحدة فجرا !!
ألم ترى ماذا حصل ؟ أكثر من ثلاث ساعات ضاعت في البحث عن مكان أصغر من ربع غرفة نومي ولا يقبلون بنا الا بـ ( واسطه ) وكل هذا من أجل الحصول على عشاء قد لا أستطيع تصنيفه من الدرجة الثانية أو أقل.
وحين أقراء أو بالأصح أتذكر ما كتبت وأقارنه بالواقع أجدني مختصرة معظم تلك الأحداث، وإختزلتها على شكل حلقات تلفزيونية يومية قد أفكر بنشرها في كتاب ينتهج اسلوب رجاء الصانع بالكتابة وأسميه ( مطاعم الرياض ) أو ( تحلية الرياض) أو حتى
( روتين الرياض ) !!
أترك موضوع إختيار عنوان كتابي لحين الإنتهاء من كتابة مقدمة ذلك الكتاب، لأن النظام السائد هو ( العشاء للاقوى )
:)