بحث هذه المدونة الإلكترونية

حتى الفصفص !!





مع تسونامي الأسعار الذي إجتاح حياتنا في الفترات الأخيره, إلا أن أكثر ما أحزنني أن أذهب لبائع المكسرات الذي إعتدت الذهاب له كل ثلاثاء حتى اشتري كيلو " فصفص" *، لأفاجاء بإرتفاع سعر الكيلو ريالين!!

وحين سألت البائع عن السبب، قال لي: " طبعا كل شي صار غالي حتى الفصفص وبعدين ليش متضايقه وقفت على الفصفص ؟؟"

بيني وبينكم لقد صدق،( وقفت على الفصفص !! ) كل شيء إرتفع ثمنه إلا الوقود ( البرنزين ), ماشاء الله تبارك الله ولاحول ولا قوة الا بالله , خشية أن أصيب بنزيننا بعين حاسده ترفع سعره هو الأخر فنصبح على مافعلنا نادمين.

كلام البائع استوقفني وكأن شريط الذكريات يعود بي سنوات للخلف إلى سنوات الطفولة المتأخرة حين سمعت كلمة " غلاء" وكانت ضمن عباره غلاء المهور, وبعدها غلاء الفواتير، ثم غلاء السكن ثم غلاء الرز والمواد الغذائية وأخيرا غلاء الفصفص!!

وهذا يقودنا إلى أننا لو لم نرفع سعر العرايس كان ما صار الفصفص غالي , فصار فينا زي الغراب الي حب يرقص رقص الحبارى

يعني لا إحنا الي تزوجنا ولا إحنا الي وفرنا قيمة الفصفص !!



* فصفص/ الحب المصري ، او بزر بالشامي :)



وما المانع؟؟




قدمت طلب استفسار من المديرة عن سبب تقييم عملي خلال العام بتقدير "جيد " , إعتبرته نوع من قلة الذوق والتعدي على دورها كرئيسة لعملي!!

وحين ذكرت ما حدث لإحدى صديقاتي وخاصه أنها " سوابق " أي عملت في مدرسه أهلية, قالت لي "عادي لازم يحطون لك جيد علشان تبدعي السنه الجايه"، لم تقنعني إجابتها الغير منطقيه بنظري على الأقل!!

ثم ذكرت ما حدث معي لزميلتي بالعمل فردت بطريقه بارده جدا " دايم يسوون كذا معنا اهم شي عندي يجددون عقدي"

حينها شعرت بحزن شديد، ليس من طريقة المديرة في تعاملها مع الموضوع, وليس من كلام صديقتي التي لم ترى مدى الانجازات التي قمت بها خلال العام , ولا من خوفي من بقائي عاطله عن العمل مثلما ذكرت زميلتي.

بل ما أحزنني السلبيه في ردات الفعل تجاه موقف مماثل, فما المانع من مناقشة المشكلة ؟ وما المانع من التحقيق؟ وما المانع من التقييم المهني الصحيح لدور الموظف ؟

ما المانع من" التقويم" بعد" التقييم" ؟؟؟

بعدها بفترة بسيطة جائني رد على سؤالي بأن قيل لي : " دعي الخلق للخالق , وستواجهين كثيرا أشخاص لا يملكون ضمير، لذا يجب أن تتقبلي بصدر رحب قرارات إعتباطيه تصدر عن أصحاب السلطة ( ولا أقصد الخضراء منها ) !!
:)




إسمحوا لي ,, فأنا أعترض !!


أن أجد نفسي مجبره على حب كتاب قرأته زميلتي ووافق افكارها ومفاهيمها.

أن أهتف مطالبه بحقوق المرأة السعودية، لأكتشف بأن الخطاء صادر عن المسؤولين عن تنفيذ القرارات الموجودة أساسا في تشريعات الدولة، ولكن نحن نجهل بوجودها.

أن اقول " عيب " في وجه طفل صغير دفعه فضوله للسؤال عن كيفية الولادة الطبيعية التي رأها قبل ساعات في قناة عربيه تُصّدر لنا برامج أمريكيه صورت له كل مايلزم لفك رموز الإنجاب.

أن اعمل في نطاق مؤسسة دون العلم بالحقوق والواجبات الخاصة بي وبعملاء تلك المؤسسة.

أن اسمع حكم شرعي يحوي في طياته العديد من أراء العلماء خلال 1400 سنة مضت، دون محاولة البحث مجددا ومعرفة صحه أرائهم، أم أنها تحتاج للقليل من التحديث حسب مجريات العصر.

أن أرى معلمة سعوديه بمدرسة أهلية تحصل على نصف ما تاخذه المعلمة ذات الجنسية الامريكية، لتقدم نفس المادة العلمية.

أن اقرر تنصيب نفسي كمصدر أساسي وثابت لقوانين الصح والخطاء وتقييم الأخرين على تصرفاتهم.

اذن،،،

قد لا نتفق بصحة أرائنا , لكن لنبحث عن الطريقة المناسبة للإتفاق!!!

حقوق الطالبات !!





كنت أقوم بأعمالي الروتينية داخل مكتبي في إحدى المدارس الأهلية, وإذا بي أسمع ضجة وهتاف خارج ابواب المكتب, حاولت التنصل من الشعور بالفضول ولكن دون جدوى!! ووجدتني أندفع للخارج لأكتشف ماذا يحدث ؟؟!

ولا أخفيكم سرا لم استطع منع نفسي من الضحك بصوت عالي حين رأيت عددا كبيرا من طالبات الصف السادس والخامس الابتدائي يحملن لوحة كتب عليها حقوق الطالبات!!

وأخذن بالدوران في ارجاء الدور العلوي من المدرسة, يلوحن بأوراق كتب فيها عبارات مثل (فسحتنا من حقنا , ليش ما نجيب كورة, ليش ما نجيب ماكدونالدز ؟؟, اكره مريولي , خلونا نجيب اي بود ,,, الخ ) والعديد من العبارات التي تحمل طلبات لا تعبر إلا عن رغبات طفولية بريئة, يرغبن من خلالها رسم متعتهم المشتركة داخل حدود المدرسة.

وبيني وبينكم أعجبني ذلك كثيرا, لدرجة أني وددت لو أستطيع حمل لافته واكتب بها حقوق الموظفات, عل وعسى أصل لما عجزت عنه الطرق التقليدية من تقديم طلب أو خطاب موجه للمديرة.

وما هي سوى دقائق حتى بدأت التلفونات بالصراخ مطالبه بالرد السريع, كانت المديرة تطلب تفسيرا لأسباب الإزعاج الصادر من الدور العلوي, وبعد دقائق قامت مراقبات القسم بضبط الفوضى والسيطرة عليها حتى أني خفت من إستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.

وللأسف أن الإدارة قامت بإتخاذ إجراءات صارمة مع الطالبات بتهمة ( اشاعه الفوضى اثناء الدوام ) !!

تصرف بريئ صدر عن أطفال لم يجدن من يستمع لشكواهن ضد من منعهن من الخروج اثناء فسحه الطعام بحجة إكمال ما كتب من معادلات وإعرابات على السبورة الذكية.

هذا ما دفعني لأن أسال نفسي ما الخطأ الذي وقعن به طالباتي ؟؟؟

وإذا ما تداركت الإدارة تصرف معلماتها هل كنت سأستمتع بمظاهرة لصغيراتي يطالبن بحقوقهن ؟؟

بالطبع كنت سأجد لهن سببا اخر حتى يطالبن بحقهن فيه..