بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء 18 اغسطس 2010


كان يوما مثل باقي الايام,, لا يختلف عنهم سوى انه كان اخر ايام الاسبوع
وكنت قد امضيت ليله صاخبه قبله انقسمت بين رغبتي بالعوده لايام الصبى ( او كما يحلو لي ان اسميها ايام التطوع باعمال خيريه ) وبين حضور لقاء علمي نسوي يخص عملي.

العديد من الصور ليلتها لاحتفظ بذكرى لطيفه تجمعني مع صديقاتي واخواتي , وتجربتي في الاستماع لمجموعه من السيدات اللاتي يعملن باعمال يدويه جريا وراء لقمة العيش.

يستعن ببعضهن البعض على عثرات الحياة , هذه تضحك وتلك تغني واخرى تشكي من افعال من كان زوجها شرعا وحبيبها بحكم رب العالمين .

لم اتخيل ان بعد كل هذا الصخب سيواجهني يوم اكثر صخبا واستطيع ان ادونه في تاريخي كيوم مميز, لا لما حصلت عليه وانما لقلة تتابع الاحداث بهذا الشكل.

8 رمضان 1431هـ يوم ولا كل الايام
ابتدأته باجتماع انتهى بحصولي على اول تقييم لادائي الوظيفي , معلنا بذلك نهاية اول اعوامي الوظيفيه في هذا المكان.
وبثلاث نقاط رئيسية سلبيه ( نوعا ما ) اختتم مديري ملاحظاته ومقدما لي التقييم لاطلع عليه واعترض على ماكتب فيه ان وجد اعتراض.

غمرتني العبره حين رايت ماكتب عني من قبلهم, ولم اكن لاتوقع ان ماكنت اجاهد بايصاله كان مسموعا , وكل ما احتاجه هو الوقت لاعلم اذا ماكان سلبا او ايجابا...

وكلي حماس وطاقه تميزت زففت البشرى لامي وابي الذين طالما وقفوا بجانبي , وتحملوني ( لهم الجنه انشالله J )
ثم خرجت مع صديقتي العزيزة هدى , لنفطر بالفيصليه احتفالا بما حصلت عليه.

لينتهي فطوري بجائزة حصلت عليها خلال سحب اقيم بمناسبة رمضان , ثم لاجد نفسي غارقه في صوت لطالما تمنيته ليالي طويله, دعيت الله كثيرا ان يعود لتطرب له اذني من بعد غياب .

لم اكن لاسمح لنفسي ان تغرق به فهو لحن الموت اللذيذ, الذي سيسحبها لعالم الخيال والسحر.

ولكني استطعت ان اوقف تدفقه لاذني, قبل ان تدمنه نفسي من جديد, وما ان ترتشفه لن اجد لها سبيلا فقد اقسمت لي بان لاعودة لها لي بعد ان منعتها عنه!!

ووسط كل هذه الاحداث والفوضى, تذكرتها كثيرا ,, رددتها كثيرا ,, الحمد لله رب العالمين ,, اشكرك يالله على مارزقتني به واسعدت قلبي بلقائه.



النقش على الحجر


منذ ان قالت ( تيته ) الله يرحمها لامي, الارض الي بتجي من غير حرب بتهون عليك تسليمها, كانت تهدف لمنع امي من تقديم المساعدات لنا ونحن صغارا.

نشانا على فكره المشاركه وان العمل يصقل مواهب الانسان, حتى وان لم يكن هناك مقابل.

اليوم وانا اعمل في برنامج الامان الاسري الوطني , كان اول ماطالبت بتفعيله هو دور المتطوعين كوني متطوعه سابقه فانا اعلم جيدا ان لا احد يجبرك على العمل سوى رغبتك الشديده له .

وهي ماتزرع في نفوسنا الاخلاص والامانه في العمل, سواء كان هناك مميزات ام لا يكفي ان اتذكر اني عملت سابقا لاشهر طويله دون عائد مادي.

واليوم حين استمعت الى زميلتي سيرين وهي تحكي تجربتها في رحلة قامت بها لامريكا, وما ذكرته عن دور التطوع في تعزيز انتماء الابناء للوطن, وفي تحفيزهم على العمل الخيري دون النظر للعائدات الماديه.

ترائت لذهني صور عن الماضي البعيد, صور جدتي حين كانت تجمعنا في مكان واحد لمساعدتها على تجميع حبوب الفاصوليا, او طحن الطماطم لعمل الصلصه, او لتقشير الذره, مجموعه كبيره من الاطفال اعمارنا تتراوح بين الخامسه والعاشره, اولاد وبنات , وكانت تغمرنا السعادة لهذا العمل حتى انها تصل لحد الصراع تنافسا بيننا للقيام بتلك الاعمال.

كما كانت ابنة خالي تجمعنا لنساعدها في الخياطه, وزوجه خالي كانت تقوم بشك الكرستال على قطع قماشيه وعملها لوحات مزخرفه او ايات قرانية لتبيعها, وتحضيرنا الاغراض الازمه للقيام برحله للغوطه او لنبع بردى, ولم اكن لاطلب من الخادمه ان تقوم باي مساعدة,
واكثر ما يمتعني في تلك الايام هي ان افيق باكرا جدا لالحق على اول دفعه خبز صامولي تخرج من فرن جدي , وكنا نتهافت على القطعه لاكلها, لا اعلم هل كان لحلاوة طعمها او لرائحه الخبز الطازج او بحثا عن دفئ لا نلمسه في خبز المصانع المتوفر في السوبرماركات .

كل هذا مر امامي كشريط ذكريات وبجانبي خمس شابات في عمر الزهور زميلات اختي الصغيره , احضرتهن كمتطوعات علهن يجدن فرصه لتجربة هذا الدور, وليقضين بعض الوقت المفيد خلال اجازه الصيف الطويله والممله.

وكما قيل قديما ( العلم بالصغر ,, كالنقش على الحجر)



كل الامور صغائر !!


هل يهم ان كنت انا من سادفع مخالفات ساهر التي قام بها سائقي الهندي ؟!!

صحيح ان الامر يشعر بالاحباط , وصحيح اني كل ما اضطريت لدفع احدى تلك المخالفات الباهظه اقول بحزن

(ليتها كانت بيدي لا بيد عمر ).. لكن لم نهتم بصغائر الامور؟؟...فكل الامور صغائر..

هل هو امر مزعج حين يفصح احد الاشخاص ذوي المناصب عن عدم اهمية ما اطمح له ,حتى وان حفرت الارض بسبابتي لاستخراج البترول ؟؟

طبيعي لن يزعجني!!

فقد امر الملك بحفظ البترول للاجيال القادمة,, ولنبتعد عن صغائر الامور..

ولن ارغب طبعا بسماع اعتراض من اي شخص يشعر بالاسى على فقدان احبابه من شركاء خدمة البلاك بيري,, فلم خلق الله الحمام الزاجل ؟؟ هل خلق ليغني مثلا ؟؟ :)

الطبيعي انه خلق ليقوم بمهمة ارسال الرسائل بين الاصدقاء ,, ارايتم يجب ان نبتعد عن صغائر الامور...

ومن صغائر الامور ايضا اعتراضنا على انتشار الشباب الذي تفوح رائحة الفراغ من ثغرات رؤوسهم ,, الطبيعي ان يكتسحهم فراغ قاتل فلا يوجد لهم مايمكن القيام به سوى رؤية عروض الاسعار الخيالية للبرامج الترفيهية الشبابيه ,, ترفعوا عن صغائر الامور...

حتى وان قابلنا احد المقتولين بسهام الغرام,, وقد اكتوى بنار الحب حتى اختلفت معالم وجهه واصبح اقرب لكونه سفيراُ للفلبين او الصين,, فهل هذا امر جلل؟؟

الطبيعي انه من صغائر صغائر الامور ..

لا اعلم ان كان هناك مقياس للصغائر من الكبائر , ولكن الحقيقه الوحيده التي ستكون ركن اساسي لهذه التساؤلات .

ان كل ما يمكنه المساس بمشاعر البشر, ما يدفع البشر لذرف الدموع قهرا , لما هو سبب باخراج زفرة انكسار

هذا بحد ذاته كبيره لن تغفر , فلا اهم من كون الانسان سعيدا حتى وان استعان بصغائرها لمواجهة الكبائر!!

واعتذر لمعلمي الذي امنت برسالته وصوته الذي لا يفارق مخيلتي

لاتهتمي بصغائر الامور ,, فكل الامور صغائر