بحث هذه المدونة الإلكترونية

#سفانة_سجيني المرأة شجاعة

@SafanaSejini 


لما تعرفت على سفانة في ٢٠١١ كنت ارى بها امرأة متوهجة .. مرحة.. جريئة.. لا تعرف المستحيل..
قررت في تلك الفترة ترك وظيفتها والإنتقال للعمل الحر..
اسست شركة لإدارة الحسابات التجارية عبر شبكات التواصل الإجتماعية..
في يونية ٢٠١٢ حضرت معها حفل تكريمها بالمركز الأول عن فئة المشاريع الصغيرة بالغرفة التجارية في جدة..


لا انسى صوتها وحماسها وهي تتحدث عن انتصارها امام مجموعة لا يستهان بها من الأفكار..


لم تكن للتوقف يوما عن الحديث عن مشروعها.. بدأته من طاوله في مقهى ولابتوب الى مكاتب في الرياض وجدة هكذا كانت صديقتي.. مشروع سيدة اعمال تحت الإنشاء..
لكن الظروف اجبرتها للسفر مع زوجها للأوروبا بسبب عمله.. اخبرتني بأنها ستستمر بمتابعة مشروعها من اي مكان بالعالم.. ولن يثنيها شيء عن تحقيق هذا الحلم..
ذات مساء.. في فبراير ٢٠١٣ اتذكر جيدا اني تواصلت معها عبر سكايب.. ضحكنا كثيرا.. اكملت حديثها عن المشروع وتطوراتها.. ثم سألتها هل هي بخير؟!
اجابتني: ايوة بس عندي (فلو) انفلونزة.. 
لم اكن اعلم انها اخر مرة سأتحدث بها مع سفانة التي أعرفها..
بعد اسبوع تفاجئت بهاشتاق على تويتر يطالب به المغردون بالدعاء ل #سفانة_سجيني !!


لم أستطع تصديقه.. كيف ندعوا لها؟!
 لقد تحدثت اليها صوت وصورة الثلاثاء؟!
اتصلت ب (ريام درويش) صديقة مشتركة لتؤكد لي الخبر.. 
من هول الصدمة لم استطع البكاء.. حالتها خطيرة فايروس انتقل من الاذن للمخ تسبب بغيبوبة.. الاطباء لا يبشرون بخير وتشخيصهم اقرب للاستعداد لخبر وفاتها!!
الاصدقاء في حالة دعاء مستمر.. صديقتنا ميساء عمودي توجهت لهولندا ورأت بعينها سفانه ممدده دون حراك والاجهزة تملئ جسدها..
وفجأة قررت سفانه بعقلها الباطن ان تفيق وتعود من جديد.. 
لم يصدق أحد هذه المعجزة.. لكن رأي الطب أنها ستعيش ممددة على الفراش دون حراك..


لتصدمهم مرة اخرى وتنتقل للحركة على كرسي ثم على عكاز.. 
عندما عادت سفانة للرياض.. ورأيتها لأول مرة كان في رمضان الماضي اي قبل عام من هذه التدوينة.. 
صديقتي الجميلة المرحة امامي على كرسي متحرك.. بكيت كثيرا.. وحضنتها.. وهي تطبطب علي وتهديني.. لم استطع ان اتحمل رؤيتها.. ولم اقبل ان اسمع صوتها مستسلم..
في لحظات كنت اعلم اني عاجزة عن مساعدتها لكن لا بأس بالمحاولة.. 
ذهبنا سويا لمواعيد مقابلة شخصية.. وحضرنا لقاءات.. خرجنا للعشاء وضحكنا.. استعدنا بعضا من اوقاتنا السابقة..
اليوم سفانة موظفة.. وتعيش في منزل مستقل مع زوجها وابنها.. شاركت منذ ايام في برنامج تلفزيوني.. عادت سفانة الشجاعة كما كانت لا كما توقع لها الطب ان تكون!! 
وهذه رسالته لي اليوم.. لتستمر سفانة في عطائها.. هي مثلي الأعلى بالشجاعة والصبر.. هي صديقتي التي لم اعرف مثلها.. تحياتي لها اينما كانت وكيفما كانت..