بحث هذه المدونة الإلكترونية

الطفل الذي بداخلنا


رابط المقال على الجزيرة اونلاين http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120911/wr20369.htm



لفت نظري ضحك مجموعة من الآباء والأمهات الإنجليز في إحدى الحدائق ، توقعت في بادئ الأمر أنهم يلاعبون أطفالهم لكن فاجئني كيف أنهم هم من يلعبون القفز بالحبل بينما وقف الأطفال يشجعونهم وكان مشهداً رائع حقا.
دفعني هذا للتساؤل هل تخلينا عن الطفل الذي يعيش بداخلنا بعد أن أنهكتنا متاعب الحياة وأشغلتنا عن أنفسنا؟!
بالنسبة للأطفال فإن اللعب مهم جدا لتنمية الجوانب الشخصية لديهم فهم يكتسبون مهارات تنسيق حركاتهم وينمون الجانب الإبداعي والخيالي والعاطفي ويطورون مهارات حل المشكلات.
لكن هذا لن يكتمل بشكل صحيح ما لم يشارك الطفل في اللعب شخص بالغ، لأنه يعتبر عامل مهم في توجيه الطفل للطرق الصحيحة سواء بالتعبير عن نفسه أو حتى في ارتباطه المباشر مع مقدم الرعاية من الوالدين أو المربيين.
هذا إذا نظرنا لتأثير اللعب على الأطفال، لكن ماذا لو فكرنا بتأثيره على الكبار؟!
كثيرا ما يبهجني مشهد والد اخذ طفله ليعلمه كيف تحلق طائرته الورقية بالسماء، ما ألاحظه فعلا هي سعادة هذا الأب وكأن الزمن عاد به عشرات السنين، وحتى حين أشاهد أم تركض خلف ابنها فإنها تنتابها حالة ضحك اجزم أنها لا تشعر بلذتها كما يحصل معها في هذه اللحظة.
جميعنا محتاجين أن نعود للوراء ساعات قليلة نلقي عن أكتافنا مشاغلنا وهموم حياتنا، حتى نسترجع ضحكات الطفولة التي ركناها على رفوف الزمن ونعود لنرتديها، وكأنها ماء يغسل صدورنا.
عدا عن كون اللعب يعيد توازن علاقاتنا مع بعضنا في داخل الأسرة أو مع الأصحاب والتي قد تأخذنا من بعضنا تفاصيل يومنا، فيقل التواصل الحسي بيننا لنعود في جلسة سمر نسترجع ذكريات طفولتنا التي تركناها خلفنا وكلنا أسى على جمال تلك الأيام وكأنها لن تتكرر وكأننا اخترنا أن لا نحييها.
التكنولوجيا أنستنا أن هناك أطفال بانتظارنا لنلعب معهم ونسينا أننا نحن بانتظار أنفسنا أيضاً لنلعب معها، ولا أحد يستطيع أن يعيد تلك البسمة الصافية على وجوهنا سوانا.
يقول برنارد شو: "نحن لم نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا، نحن كبرنا لأننا توقفنا عن اللعب"
إننا بحاجة لأن نعيش الشباب المتجدد فنحن وحدنا من يعيش حياتنا ولأننا سنحرم أنفسنا وأجسادنا متعة السعادة بتجاهلنا بأن لها علينا حق، صحيح أن الأطفال وجدوا ليتعلموا منا مظاهر الحياة، لكن هذا لا يعني أن لا نتعلم منهم السعادة الغير مشروطة بأبسط مظاهرها، ولهذا نحتاج حقا لأن نقول لأنفسنا أطلق الطفل الذي بداخلك دون أن يكون قصدنا ساخر تهكمي فحقاً إننا بحاجة لانطلاقة جديدة، فالحياة لا تأتي سوى مرة واحدة فل نستمتع بها بكل ما أوتينا من قوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق