بحث هذه المدونة الإلكترونية

انتخب عريف الصف..



رابط المقال في الجزيرة اونلاين http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120904/wr19781.htm



لفت نظري حديث الأستاذ خالد العجاجي عبر شبكة التواصل الاجتماعية (تويتر) عن انتخاب عريف الصف كأول عمل يقوم به المدرس في بداية العام الدراسي الجديد حرصا منه على غرس مفاهيم ايجابيه لدى الطلاب ليشعروا بأهمية رأيهم ودورهم في تحمل المسؤولية حتى لا يساهم المعلم بخلق قوالب جامدة من الطلاب لا تملك حس المبادرة والتفكير.
الطالب سيغير صفه ومعلميه في كل سنه ينتقل بها من مرحله لمرحلة، ولكن اسم المعلم المميز سيبقى يرافقه طول العمر ، اي ان على المعلم الكثير من المسؤولية في كل تصرف يقوم به امام تلاميذه فهو قدوتهم ولابد من ان يتأثروا به.
ليس فقط في انتخاب عريف الصف بل حتى للمعلم دور كبير في زرع مبدأ الإنتماء للفصل وللمدرسة ، فمثلا يمكن لمعلمين الصفوف الأولية تشجيع طلابهم على زرع شجرة صغيرة في ساحة المدرسة يقوم الطالب برعايتها طوال العام تكبر معه ويهتم بها بطريقته.
كثيرا ما نتحدث نحن الكبار عن ايام الدراسة والذكريات واثنين من المعلمين لا يمكن نسيانهم المعلم القاسي والمعلم الذي قدم لنا الاهتمام والرعاية اثناء دراستنا بالتشجيع والتحفيز.
انا مثلا لن انسى معلمتي بالصف الثالث الابتدائي التي صفعتني بسبب وردة رسمتها على كتاب الرياضيات بجانب معادلة رياضيه ظنا مني انها ستعجبها، بعدها اصبحت اتحاشى النظر لها حتى اني لم اعد اعتبر مادة الرياضيات مادة ممتعة لي طوال اعوام حتى التقيت الاستاذة مريم الشبل في الصف الثالث ثانوي وكانت سببا في تفوقي بمادة الرياضيات كانت كلماتها المحفزه وتشجيعها المستمر لي ولزميلاتي السبب الأهم لتفوقي بهذه المادة.
الأكيد ان لدى الكثيرين منا وخصوصا من يعمل معلما الآن ذكريات كثيرة حول المدرسة التي كانت فعلا منزلنا الثاني نقضي بها وقتا قد يكون اطول من الوقت الذي نقضيه بالمنزل.
ابناء جيلي كانوا اكثر انتماءا لمدارسهم ومعلميهم، وهذا ما لا نراه في الوقت الحالي الذي اصبح الطالب يكره اللحظة التي يقال فيها ان غدا الدوام الدراسي، العيب يقع على عاتق المدرسة بالدرجة الأولى والأهل الذين نسوا دور المعلم المساند في التربية بل حتى اني لاحظت ان هناك اقصاء لأهمية دور المعلم بالتربية مما ادى لتخلي العديد من المعلمين عن التدخل في تثقيف الطالب واصبح دورهم منصب في نقل المعلومة والخروج من الحصة دون الاهتمام بهؤلاء الطلبة.
ان العلاقة التي تربط المعلم بالطالب هي علاقة تكافليه يقوم بها المعلم بنقل المعلومات مغمسة بالكثير والكثير من الاخلاق والسلوكيات الحسنة وعلى الطالب ان يتعلم من خلال خبراته كيف يصبح مواطن صالح يخدم نفسه ومجتمعه ووطنه.
المعلم الذي لا يكتفي بشرح مادته بل يعمل على تحفيز التفكير والنقاش البناء وتقبل الرأي والرأي الأخر والتعاون وحب العمل التطوعي وحتى المرح لدى الطلاب هو معلم ناجح بكافة المقاييس فنحن جميعا نعلم ان الطالب ينسى اغلب ما تعلمه في الكتب خلال سنوات الدراسة ولكن الذي يبقى مرافق له هي كميه الأخلاق والقيم التي إكتسبها من خلال معلميه ومن تجاربه في المدرسة مع زملائه.
يقول جون كيندي : " دعونا نفكر بأن التعليم هو الوسيلة الأفضل لتنمية قدراتنا العظيمة، لأن لدى كل واحد منا أمل وحلم خاص به يتطلع للوصول له، يمكن ان يترجمه الى فائدة تعم الجميع وتساعد على صلاح الأمة"
نعلم أن دور المعلم هو من أكثر الأدوار الاجتماعية مشقه فهو مسؤول عن مسار حياة طلاب سيكونوا اطباء ومهندسين ومثقفين وعلماء وحتى معلمين، قد يكون المعلم سببا في وصولهم للنجاح وقد يكون سببا في انتهاء أحلامهم وطموحهم وايضا قد يكون سببا فعالا في تحويل مسارهم من مجرد اشخاص عاديين الى رجال ذووا انجازات عظيمه تدون اسماءهم في صفحات التاريخ، لن ننكر فضلكم أيها المعلمين فقد كدتم ان تكونوا رسلا لكن رجاءنا الخاص ان تستعيدوا هذه المكانة في قلوب طلابكم فهم مرآة نجاحكم بعد سنين انتم الجنود المجهولين الذين شاركتم وستشاركون دوما في امدادنا بتلك النجاحات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق