بحث هذه المدونة الإلكترونية

رسالة الى ..




رابط المقال على الجزيرة اونلاين http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120807/wr17885.htm

تلقيت ذات مره رسالة من شابة لم تتجاوز 16 عاما تخبرني أنها مستائاه جدا من تصرفات والدها القاسية مع والدتها ولكنها تخشى أن تخبره خوفا من أن يغضب منها ، خاصة انها تحبه جدا ولا ترغب بإزعاجه.
كانت كلماتها رغم بساطتها واللهجة العامية التي خاطبتني بها، تحمل الكثير من المشاعر والدموع، كانت بسبب عجزها عن مواجهة والدها حبيبها وابلاغه بما يجول في خاطرها من ملاحظات دون ان تخبره بصراحه ( لقد أخطأت يا والدي )!!
اخبرتها بأن أسهل طريقه تجعلها تفرغ مشاعرها دون أن تجرح والدها هي أن تكتب له رسالة عبر الجوال او الإيميل او حتى بخط اليد رسالة تكون مليئة بالحب والاحترام ولكن تحمل عتابا حول ما يقوم به ،وتترك له الخيار في مواجهة مشاعر طفلته التي لم يرضها ابدا ما يقوم به والتي دفعتها للاحساس بانه امر غير صحيح،  وهذا من حقها فهي جزء من هذا الكيان الاسري ولها وجهة نظر ترغب بمشاركتها معهم حتى وان كانت بنظرهم طفلتهم التي تلعب.
قصتها جعلتني أراجع نفسي هل نحن مستعدين لقول الحقيقة في وجه من نحب؟ وهل هو مستعد لسماعها؟ ام ان الصمت هو سيد الموقف حتى لا نخسرهم او نخسر حبهم لنا؟
ان هذه اللحظة التي نقف فيها حائرين امام مشاعرنا ورغبتنا بالافصاح عما في انفسنا تجاه اشخاص احببناهم تجعلنا قلقين من ردود افعالهم حين نواجههم، تجعلنا نعيش صراعا داخليا مقيت وكأنه لا ينوي أن ينتهي الا بمعجزه.
نعلم جيدا انه لا يوجد انسان كامل على وجه الارض، لكن تبقى لدينا تلك النزعة للكمال والتي تدفعنا لان نخبرهم بأخطائهم حتى يصححوها ، وهنا تكمن المشكلة!
حاجز الصمت الذي يحول بيننا وبين قول الحقيقة يقف أمامنا ليمنعنا عنها ويجعلنا نشعر بالاسى فقط لاننا لم نتكلم! ولا احد يستطيع القول بان خطوة الصراحة هذه بسيطة ولكنها تحتاج منا للكثير والكثير من الشجاعة قبل ان نترجم مشاعرنا لكلمات تريحنا من حمل اطبق على صدورنا انتظرنا زواله زمنا طويل.
يقول فيودور دوستويفسكي : " في هذا العالم لا شيء أصعب من قول الحقيقة و لا شيء أسهل من نفاق"
المشكلة الوحيدة التي تقف بيننا وبين الافصاح عن رأينا ومشاعرنا هي الخوف من ردة الفعل ، الخوف من المجهول وغير المتوقع ولكن يقال ان العين تاكل قبل الفم كناية لجمال الطبق، وهذا ما علينا فعله ان نزين كلامنا ونعيد سياقة ونختار الوسيلة الافضل فنحن هدفنا من الافصاح عن تلك المشاعر ليس الانتقاد ولكننا نسعى لان نعيد ترتيب اوراق تبعثرت، نحن بحاجة لان ننتعش لان نشعر بالارتياح لكي لا تكون هذه المشاعر حجر عثرة في طريقنا علينا دائما ان نكتب تلك الرسالة التي تحمل كلمات عتبنا مغلفا بباقة من الحب والاحترام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق