بحث هذه المدونة الإلكترونية

شبابنا كالفضة ..


رابط المقال على الجزيره اونلاين


يبدو أن ما تقدمة شبكات التواصل الإجتماعية للناس من معلومات وأخبار وحتى إشاعات أصبحت حديث كل المجالس، لدرجة أننا نستطيع تخيل أفراد عائلة إجتمعوا على احدى الوجبات يتناقلون ما طرح طوال اليوم بأحد الهاشتاقات اوما قاله حساب فلان تعقيبا على حادثه او قصه!!
واستطاعت شبكات التواصل الإجتماعية أن تخلق حراكا في رأي الشارع وجدلا بين من يدخل تلك الشبكات وبين من يسمع عنها، لم يسبقه بذلك إلا فزع جداتنا من رؤية المذيع على شاشة التلفاز في ستينات القرن الماضي ظنا منهن انه يمكنه رؤيتهن.
قضيت ساعتين وانا اقرأ بدهشه واحيانا بشفقه والاكيد بإعجاب لتغريدات شاب استطاع تحويل إصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) من سبب للإحباط الى منبرا للتصالح مع نفسه، محمد تجاوز جلد الذات وطار محلقا في سماء التواصل الاجتماعي منبها لخطورة المرض ، استطاع ان يحكي تجربته بلا خجل معتبرا أن ما حل به قد لا يكون ابتلاء وإنما اختاره الله لينير درب شباب أخرين لا يعلمون الخطر المحدق بهم.
ماذا لو قامت جهة رسميه بتبني حساب محمد ليصبح حساب رسمي يتحدث عن المرض ويستضيف من خلاله حسابات لمختصين وأطباء فيتواصل الناس معهم ويستكشفوا ما هو وما ابعاده؟
والأكيد ان فضاءات وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت ايجاد منابر من نور وورش عمل لمن حمل هما او وضع له لنفسه هدفا ..وأراد ان يترك أثرا او يساهم إيجابا في مجتمعه.
اطلق العنان لاصابعك والحرية لعينك وانظر بعقلك لتجد مزيداً من تلك النماذج المضيئة، عندنا مثلا مروة حسون شابة تقود فريق تطوعي مهمته توعية مجتمع بمتلازمة التوحد وعن كيفيه التعامل مع المصابين به وتوفر معلومات عن المراكز التي يمكن التوجه لها والتعاون معها مستخدمين كافة الطرق المتاحة عبر الإنترنت من مدونة وصفحه على الفيسبوك وحساب بتويتر وقناة على اليوتيوب لإيصال سالتهن.
والأمثلة كثيرة تثير الإعجاب والفخر والتساؤل عما إذا هيئ لتلك الطاقات والمواهب منصات عمل من قبل الجهات الرسمية لتحتضنها وتؤطر عملها وتسندها لتنطلق وتشع خيراً لمجتمعها
ما ذكرته هنا قصص حية رأيتها ورآها الكثير غيري في عالم الشبكات الاجتماعية ولكن ما يميزها عن غيرها من التجارب أنها تطرقت لقضايا غابت عنا إما لقلة طرحها أو لكونها مواضيع لم تصل لحد الظاهرة الإجتماعية ولكنها بالحقيقة تؤثر على البعض ، حتى وان كان شخص واحد يعاني منها فهو بحاجة لأن يجد من يقف الى جانبه ويشد من أزره.
نحن امام كنز حقيقي وأمامنا مسؤولية تقع على عاتق كل منا، بإمكان كل فرد منا ان يتبنى موضوع معين في مجاله لينشر الوعي والثقافة بين مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعية كما بإمكاننا أيضا ان نسلط الضوء على بعض القضايا التي لم يستطع الإعلام التقليدي طرحها رغم أنها تشكل جزء من مجتمعنا.
يقول إدوارد آبي : " المجتمع كالحساء يجب علينا تقليبه بإستمرار حتى تختلط مكوناته ولا تطفوا طبقه على طبقة اخرى وبذلك نستمتع بما يحتويه"
وانا أقول ان مجتمعنا كما يحمل في طياته العديد من المشاكل التي لا تخلو منها اي مجتمعات أخرى، إلا ان ما يميزنا دائما وهذا ما لا أقبل به مساومة أو نقاش ، أن لدينا شبابا وشابات يحملون في صدورهم عنفوان الشباب المسلم لكنهم كالفضه بحاجة لمن يلمعهم ليبرقوا من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق