بحث هذه المدونة الإلكترونية

نقل الحلم الى الواقع


رابط المقال على الجزيره اونلاين


نقل الحلم الى الواقع
حينما يفشل أحدهم في رسم خططه المستقبلية نتيجة سوء توقعه،  لا يكون أمامه سوى الإرادة ليصل الى مبتغاه فيعيد رسم تلك الخطط من جديد..
هذا ما قامت به منيرة ابنة عمي بعد ان فتحت ملف اغلقته منذ 28 عام، حين انقطعت عن الدراسة في الصف الثالث المتوسط، لتعود له من جديد ولا يفصلها عن التخرج الجامعي سوى عامين .
تقول أنها حين انقطعت عن الدراسة بسبب زواجها شجعها عمي رحمة الله على الإهتمام بزوجها وأبنائها فهم الأبقى لها، ولم تكن تعلم أنها ستقف يوما ما بلا أب وبلا أم وحتى بلا زوج بعد ان غيبهم الموت عن حياتها، اكتشفت بأن جميع من حولها إنشغل بتفاصيل حياته مما دفعها للبحث عن عمل، وصدمت حين علمت أن العمل الوحيد الذي يناسب مؤهلاتها هي مشرفة على آلة تصوير في إحدى المدارس الأهلية!!
وجدت نفسها أمام قرار إما البقاء وحيده في المنزل أو ان تكمل مسيرتها التعليمية، لم تقل أن من بعمرها الأن يبحثون أوراق تقاعدهم، وحين سألتها: الى ماذا تطمحين بعد ان تتخرجي وانتي على مشارف الخمسين؟ لم تتردد ابدا في ان ترد بحماس الشباب انها ترغب بامتلاك مدرسة لتديرها بنفسها، هي تشعر أنها تملك هذه الموهبة ولكنها بحاجة لأن تتعلم، ذهلت من هذا الحماس وخجلت من نفسي كيف اني اقف احيانا لأقول لنفسي اني كبرت على القيام بهذا وذاك!!
منيرة تبقى قصة مرت علي ولكن أنا متأكدة من أن هناك الكثير من قصص النجاح التي نسمع بها ونشعر وكأنها مستحيلة، أصحابها إختلفوا عنا بإلغائهم كلمة مستحيل من قاموسهم.
نحن نولد بالإرادة ولكن ننساها مع الزمن، فهل رأيتم طفلا يحاول الوقوف لأول مره؟ يسقط فيعاود الوقوف مرارا وتكرارا، لم يحبطه قول من حوله أو يردعه تنبيههم ولم يوقفه الخوف من السقوط والألم من الإستمرار في معاودة الوقوف مره أخرى ومن ثم تعلم المشي.
راقبوا أطفالكم كيف يلعبون مع بعضهم وستجدون أنهم مازالوا يحملون تلك الإرادة في الإستكشاف وتخطي المصاعب فنجدهم يحاولون تسلق سور أو صعود شجرة لا يهابون الا صوت يصرخ بهم ( أنزل يا ولد انت وياه )
نحن تعودنا على الإستسلام لما نواجهه من مواقف، لا نبحث عن المخارج الجديدة، تعودنا وضع العقبات بتكرار قول ( ما اقدر، لا يمكن ، مستحيل ،،،، الخ)
الإرادة الحقيقة هي أن تقوم أنت بتغيير مجرى حياتك جذريا، لا أن تنتظر حصول معجزه لتغيرها.
يقول دوغلاس ايفرت : " بعض الناس يعيشون بالأحلام، والبعض الأخر يفضلون الواقع، لكن قليل من يستطيع نقل الحلم الى الواقع"
صناعة الأحلام لا تحتاج سوى رغبة شديدة والغاء بعض الكلمات من قواميسنا، تخيل وكأنك تمسك (ريموت كنترول) وتقلب في خيارات حياتك لتبحث عن أكثر صفاتك جاذبية وإبداع وتعمل على تطوير هذا الجانب ، متحدياً بذلك المستحيل ومتحدياً نفسك !!
لما لا تكون جزءا من ثقافتنا، نحن الأن نعيش عصر نهضة وعصر تحقيق الأحلام بأسهل الطرق لا يحتاج منا الأمر سوى الإقتناع وهذا سينعكس على افعالنا وبالتالي ما يمكن للاخرين أن يروه بنا.
منيره وغيرها اليوم هم مثال يحتذى به، جميعنا نمر بتلك العثرات لكن التحدي الحقيقي هو أن نقف وننفض غبار الخسارة ونضع أقدامنا على الطريق من جديد، لا يهم كم من الوقت نحتاج لنصل، المهم أننا حاولنا، لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، امنحوا انفسكم الفرصة فقط.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق