بحث هذه المدونة الإلكترونية

رائحة ثوبه


انفجرت باكيه دون ان اتمالك نفسي حين رأيت تلك الام المكلومة وقد دخلت علينا ترتدي ثوب ابنها ذو 15 ربيعا والذي توفي هو و5 من افراد عائلته في حادث سير قبل أيام، كانت اول مره التقي بها سمعت عنها من اختي التي كانت تعمل معها ولم أتخيل يوما أن تلك السيدة التي اتصلت بي قبل عام لتطلب تسجيل ابنها الراغب بالعمل التطوعي ستفجع بخبر وفاته بحادث سيارة!!


يشير مدير عام المرور في السعودية اللواء سليمان العجلان الى ان هناك أكثر من 544 ألف حادث مروري وقع في العام الماضي والتي تسببت في وفاة 7153 شخصاً. أي بمعدل 19-20 حالة وفاة في اليوم

كل هذه الارقام وهذه المعلومات لن تعيد لكل ام فقدت ابنها في حادث سياره، كل ليلة سهر قضتها ترعى ابنها يكبر بين يديها تحمله منذ ان كان جنين لتراه وقد اختط شاربه وبدأ يقيس طوله بجانبها لتقول له "جعلي افرح فيك عريس" ثم يدخل عليها وهو جثة خاوية من الروح والنبض!!

رحمهم الله جميعا ولا اعتراض على قضاءه ولكننا كل ما سمعنا بحادث يملئنا الحزن ونتأثر على اولائك الشباب الذين خطفهم الموت من بين اسرهم بسبب حادث وتلك الأمهات اللاتي بكين بحرقة خسارة ابنائهم  ونسال الله ان يطرح السكينة في قلوبهن فهل سنقف مكتوفي الأيدي؟ من منا لا يعرف احد خسر روحا او أتلف شبابا بسبب ذاك الموت ذو الكفرات الاربع؟

لا نريد ان نستنكر بعد الأن ولا ان نشاهد مقطع فيديو او رسالة تصلنا عبر الجوال او الانترنت نتأثر به دقائق وأفضلنا هو الذي  ينقل القصة لمن حوله وقلبه يعتصر اثناء النقل ليعود بعد ذلك ويكمل حياته، فهل نحتاج لأن يكون هناك خسارة بكل منزل (لا قدر الله ) حتى نقف جميعا ضد هذا المرض الذي يجتث ارواح ابنائنا وشبابنا وفلذات اكبادنا؟

ماهر ورندة قدورة استطاعوا تحويل مرارة خسارة ابنهم حكمت ذو ١٧ سنة الى مبادرة فاعلة للحد من حوادث السير ولتنقذ ارواح ابناء اخرين، بدأت المبادرة في عام ٢٠٠٨ هدفها الاردن خال من حالات وفاة بسبب السير واستطاعت تخفيض نسبة الحوادث الى ٤٠٪ في عام ٢٠١٢
مثل كل المبادرات بدأت بأحلام كبيرة واصرار اكبر وامكانات معدومة.. ولكن بعد توفيق الله تحقق النجاح من خلال توحيد جهود القطاع العام وتمويل تلك الأفكار من القطاع الخاص
قامت مبادرة حكمت السلامة المرورية بالقاء محاضرات في اكثر من ٢٥٠ مدرسة , شباب وفتيات في ربيع العمر يقومون بنشر علامات مرورية ومطويات في الشوارع المحيطة بتلك المدارس وغيرها من الاماكن العامة، واطلقت برامج مختلفة مثل أنقذ حياة وملاعب اكثر آمنا ومدارس اكثر آمنا، وهي الان في طور التوسع إقليميا بشراكات مع مؤسسات خيرية لنقل تجربتها، فمن منا سيكون ماهر ورندة؟

رأينا جميعا لهفة شبابنا على توزيع وجبات الإفطار عند الإشارات المرورية في شهر رمضان ، بهذا الحماس علينا اشراكهم ليكونوا هم من يحرسون انفسهم وارواحهم بعد الله، هم من سيقف بوجه هذا الشبح القاتل الذي لا يريد سوى ان يقتلع ازهاره بالقوة، نحن بحاجة لان نقف وقفه صارمة ونهديهم صدقة جاريه جميعنا ملزمين بها أمام الله وامام انفسنا انها الامانة التي يجب ان نحملها، ولأن يد الله مع الجماعة فأنا أكيدة بأننا سنصنع المستحيل للحد من تلك الكوارث المرورية، فلا شيء مستحيل أمام إرادة الشباب وقلوب امهات جبلت على ان تدعي لنا بظهر الغيب فرجائي احفظن تلك القلوب الحنون لا حرمنا الله رضاهن علينا


اعتذار.. لأهل خالد وابناء خواله اذا ضايقتهم القصه ولكن عل دعاء الناس لهم بالرحمه وتعاطفهم مع اهاليهم تساعدنا في منع حوادث وفواجع جديده ومن يعلم علها تحسب لهم صدقه جارية رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته


شريك الحياة

رابط المقال على الجزيرة اون لاين 
http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120731/wr17278.htm



دائما ما نعبر عن علاقة زوج بزوجته بأنه شريك حياتها أو هي شريكة حياته، هذا لأنهما يتقاسمان هموم الحياة وأفراحها ويسيران جنبا لجنب في طريق رسماه لنفسيهما، كما أن تعاونهما المستمر هو جوهر الرابط المقدس الذي جمعهما ولكن إن قصر احدهما في عون شريكه فإنه يحكم على هذه العلاقة بالفشل!!
في الحقيقة بدأت أكتشف أن مصطلح "شريك الحياة" له مجالات استخدام أوسع مما تعودنا عليه، و أنه لا يقتصر فقط على عقد قران شخصين فتلك الصورة النمطية لشريك الحياة داخل إطار الزواج سيطرت علينا، بينما المفروض ان يكون شريك الحياة الشخص الذي يمكنك ان تحدثه بكل شيء وعن أي شيء دون ان تشعر بالحرج منه أو دون ان تعطي أهميه للوقت وهو يمضي ، هو الإنسان الذي اختار ان يستمع لشكواك ويشعر بالسعادة لسعادتك ويشاركك الألم ويطبطب على كتفك حين تشعر بالوحدة ويشعرك بالحب غير المشروط فقط لأنه آمن بك وبمقدرتك، ومد لك يد العون وقت الشدائد وصفق لك بذات اليد عند النجاح.
أم أو أب أو صديق أو أخ أو حتى شخص لا تعرفه التقيت به صدفة ولم يتأخر للحظة عن تقديم خدمة لك ستطلق عليها (خدمة العمر) هذا شاركك في صنع حياتك وكان طرفا في رسم مستقبلك، ابنك مثلا الذي ربيته لتجده يقف إلى جانبك ويساعدك في أعمالك هذا شريك حياتك، صديقك الذي دعمك واتصل بك ليبلغك عن تسجيل الجامعة او التقديم لعمل او حتى تعاون معك على بدء مشروعك هذا شريك حياتك، تلك الزوجة او الزوج اللذان أفنيا حياتهما لحماية بعضهما وواجها مصاعب الحياة هذان شريكا حياة، أما بالنسبة لي, أمي كانت شريكة حياتي التي لم تغب عني بكل ايامي، وكانت معي في حلوها ومرها كانت ولا تزال شريكة حياتي أطال الله في عمرها.
ما أود ذكره هنا أنهم وإن لم يحرصوا على ذكر ما قدموه لنا، فأبسط ما يمكننا قوله (شكرا) ولن تفيهم حقهم ولكنها ستعني لهم الكثير، هم أيضا كانوا يرغبون بمن يمنحهم ذات الفرصة ليكملوا شق طريقهم، نحن نحتاج لتذكرهم دائما حتى نتذكر أن الحياة تبادل للأدوار فقد نكون سببا في نجاح أحدهم، او سببا في تغيير نمط حياته او سلوكه، وحتى قد نكون سببا في ارتباطه بشريك حياته المستقبلي!!
يقول جيم ستوفال: " يجب أن تكون على علم بما يفعله المحيطون بك، فتحيي الجهود التي يبذلونها، وتتعرف على نجاحاتهم، وتشجعهم في الوصول الى مساعيهم، لأنه عندما نتعاون جميعا في مساعدة بعضنا بعضا حينها الكل سيفوز بالنهاية "
لننظر حولنا, هناك الكثيرون ممن شاركونا للحظات جميلة كانت او حزينة والتي كانت سببا في قلب موازين حياتنا وتركوا بصمة فيها ولا أحد فينا يعلم متى يرد دينه ولكن علينا أن نتذكر دائما بأنه كما منحنا الله الفرصة ليشاركنا أحدهم طعم النجاح علينا الاستعداد لرد هذا الدين، فيوما ما سنكون نحن مصدر إلهام لأحدهم وقد نكون عونا له على مواجهة المصاعب، فنحن نزرع الشجر لمن سيأتي بعدنا كما زرع لنا ذات الشجر فحصدناه.

شبابنا كالفضة ..


رابط المقال على الجزيره اونلاين


يبدو أن ما تقدمة شبكات التواصل الإجتماعية للناس من معلومات وأخبار وحتى إشاعات أصبحت حديث كل المجالس، لدرجة أننا نستطيع تخيل أفراد عائلة إجتمعوا على احدى الوجبات يتناقلون ما طرح طوال اليوم بأحد الهاشتاقات اوما قاله حساب فلان تعقيبا على حادثه او قصه!!
واستطاعت شبكات التواصل الإجتماعية أن تخلق حراكا في رأي الشارع وجدلا بين من يدخل تلك الشبكات وبين من يسمع عنها، لم يسبقه بذلك إلا فزع جداتنا من رؤية المذيع على شاشة التلفاز في ستينات القرن الماضي ظنا منهن انه يمكنه رؤيتهن.
قضيت ساعتين وانا اقرأ بدهشه واحيانا بشفقه والاكيد بإعجاب لتغريدات شاب استطاع تحويل إصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) من سبب للإحباط الى منبرا للتصالح مع نفسه، محمد تجاوز جلد الذات وطار محلقا في سماء التواصل الاجتماعي منبها لخطورة المرض ، استطاع ان يحكي تجربته بلا خجل معتبرا أن ما حل به قد لا يكون ابتلاء وإنما اختاره الله لينير درب شباب أخرين لا يعلمون الخطر المحدق بهم.
ماذا لو قامت جهة رسميه بتبني حساب محمد ليصبح حساب رسمي يتحدث عن المرض ويستضيف من خلاله حسابات لمختصين وأطباء فيتواصل الناس معهم ويستكشفوا ما هو وما ابعاده؟
والأكيد ان فضاءات وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت ايجاد منابر من نور وورش عمل لمن حمل هما او وضع له لنفسه هدفا ..وأراد ان يترك أثرا او يساهم إيجابا في مجتمعه.
اطلق العنان لاصابعك والحرية لعينك وانظر بعقلك لتجد مزيداً من تلك النماذج المضيئة، عندنا مثلا مروة حسون شابة تقود فريق تطوعي مهمته توعية مجتمع بمتلازمة التوحد وعن كيفيه التعامل مع المصابين به وتوفر معلومات عن المراكز التي يمكن التوجه لها والتعاون معها مستخدمين كافة الطرق المتاحة عبر الإنترنت من مدونة وصفحه على الفيسبوك وحساب بتويتر وقناة على اليوتيوب لإيصال سالتهن.
والأمثلة كثيرة تثير الإعجاب والفخر والتساؤل عما إذا هيئ لتلك الطاقات والمواهب منصات عمل من قبل الجهات الرسمية لتحتضنها وتؤطر عملها وتسندها لتنطلق وتشع خيراً لمجتمعها
ما ذكرته هنا قصص حية رأيتها ورآها الكثير غيري في عالم الشبكات الاجتماعية ولكن ما يميزها عن غيرها من التجارب أنها تطرقت لقضايا غابت عنا إما لقلة طرحها أو لكونها مواضيع لم تصل لحد الظاهرة الإجتماعية ولكنها بالحقيقة تؤثر على البعض ، حتى وان كان شخص واحد يعاني منها فهو بحاجة لأن يجد من يقف الى جانبه ويشد من أزره.
نحن امام كنز حقيقي وأمامنا مسؤولية تقع على عاتق كل منا، بإمكان كل فرد منا ان يتبنى موضوع معين في مجاله لينشر الوعي والثقافة بين مستخدمي شبكات التواصل الإجتماعية كما بإمكاننا أيضا ان نسلط الضوء على بعض القضايا التي لم يستطع الإعلام التقليدي طرحها رغم أنها تشكل جزء من مجتمعنا.
يقول إدوارد آبي : " المجتمع كالحساء يجب علينا تقليبه بإستمرار حتى تختلط مكوناته ولا تطفوا طبقه على طبقة اخرى وبذلك نستمتع بما يحتويه"
وانا أقول ان مجتمعنا كما يحمل في طياته العديد من المشاكل التي لا تخلو منها اي مجتمعات أخرى، إلا ان ما يميزنا دائما وهذا ما لا أقبل به مساومة أو نقاش ، أن لدينا شبابا وشابات يحملون في صدورهم عنفوان الشباب المسلم لكنهم كالفضه بحاجة لمن يلمعهم ليبرقوا من جديد.

نقل الحلم الى الواقع


رابط المقال على الجزيره اونلاين


نقل الحلم الى الواقع
حينما يفشل أحدهم في رسم خططه المستقبلية نتيجة سوء توقعه،  لا يكون أمامه سوى الإرادة ليصل الى مبتغاه فيعيد رسم تلك الخطط من جديد..
هذا ما قامت به منيرة ابنة عمي بعد ان فتحت ملف اغلقته منذ 28 عام، حين انقطعت عن الدراسة في الصف الثالث المتوسط، لتعود له من جديد ولا يفصلها عن التخرج الجامعي سوى عامين .
تقول أنها حين انقطعت عن الدراسة بسبب زواجها شجعها عمي رحمة الله على الإهتمام بزوجها وأبنائها فهم الأبقى لها، ولم تكن تعلم أنها ستقف يوما ما بلا أب وبلا أم وحتى بلا زوج بعد ان غيبهم الموت عن حياتها، اكتشفت بأن جميع من حولها إنشغل بتفاصيل حياته مما دفعها للبحث عن عمل، وصدمت حين علمت أن العمل الوحيد الذي يناسب مؤهلاتها هي مشرفة على آلة تصوير في إحدى المدارس الأهلية!!
وجدت نفسها أمام قرار إما البقاء وحيده في المنزل أو ان تكمل مسيرتها التعليمية، لم تقل أن من بعمرها الأن يبحثون أوراق تقاعدهم، وحين سألتها: الى ماذا تطمحين بعد ان تتخرجي وانتي على مشارف الخمسين؟ لم تتردد ابدا في ان ترد بحماس الشباب انها ترغب بامتلاك مدرسة لتديرها بنفسها، هي تشعر أنها تملك هذه الموهبة ولكنها بحاجة لأن تتعلم، ذهلت من هذا الحماس وخجلت من نفسي كيف اني اقف احيانا لأقول لنفسي اني كبرت على القيام بهذا وذاك!!
منيرة تبقى قصة مرت علي ولكن أنا متأكدة من أن هناك الكثير من قصص النجاح التي نسمع بها ونشعر وكأنها مستحيلة، أصحابها إختلفوا عنا بإلغائهم كلمة مستحيل من قاموسهم.
نحن نولد بالإرادة ولكن ننساها مع الزمن، فهل رأيتم طفلا يحاول الوقوف لأول مره؟ يسقط فيعاود الوقوف مرارا وتكرارا، لم يحبطه قول من حوله أو يردعه تنبيههم ولم يوقفه الخوف من السقوط والألم من الإستمرار في معاودة الوقوف مره أخرى ومن ثم تعلم المشي.
راقبوا أطفالكم كيف يلعبون مع بعضهم وستجدون أنهم مازالوا يحملون تلك الإرادة في الإستكشاف وتخطي المصاعب فنجدهم يحاولون تسلق سور أو صعود شجرة لا يهابون الا صوت يصرخ بهم ( أنزل يا ولد انت وياه )
نحن تعودنا على الإستسلام لما نواجهه من مواقف، لا نبحث عن المخارج الجديدة، تعودنا وضع العقبات بتكرار قول ( ما اقدر، لا يمكن ، مستحيل ،،،، الخ)
الإرادة الحقيقة هي أن تقوم أنت بتغيير مجرى حياتك جذريا، لا أن تنتظر حصول معجزه لتغيرها.
يقول دوغلاس ايفرت : " بعض الناس يعيشون بالأحلام، والبعض الأخر يفضلون الواقع، لكن قليل من يستطيع نقل الحلم الى الواقع"
صناعة الأحلام لا تحتاج سوى رغبة شديدة والغاء بعض الكلمات من قواميسنا، تخيل وكأنك تمسك (ريموت كنترول) وتقلب في خيارات حياتك لتبحث عن أكثر صفاتك جاذبية وإبداع وتعمل على تطوير هذا الجانب ، متحدياً بذلك المستحيل ومتحدياً نفسك !!
لما لا تكون جزءا من ثقافتنا، نحن الأن نعيش عصر نهضة وعصر تحقيق الأحلام بأسهل الطرق لا يحتاج منا الأمر سوى الإقتناع وهذا سينعكس على افعالنا وبالتالي ما يمكن للاخرين أن يروه بنا.
منيره وغيرها اليوم هم مثال يحتذى به، جميعنا نمر بتلك العثرات لكن التحدي الحقيقي هو أن نقف وننفض غبار الخسارة ونضع أقدامنا على الطريق من جديد، لا يهم كم من الوقت نحتاج لنصل، المهم أننا حاولنا، لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، امنحوا انفسكم الفرصة فقط.