بحث هذه المدونة الإلكترونية

بعوضة سعود؟!!

رابط المقال على الجزيرة أونلاين
http://www.al-jazirahonline.com/2012/20120618/wr13590.htm


 المراهقة.. بداية مراحل خروج الطفل من عباءة والديه ليرسم أول حروف استقلاليته، منطلقاً إلى العالم الخارجي بكل ما يحمله من طموح وأحلام متخبطاً بين (الصح والخطأ)؛ ليصل في نهاية المطاف إلى شخصية ناضجة.
لم يكن يعلم سعود ذو الـ17 ربيعاً بأن فكرته لسيناريو مقطع فيديو يتحدث عن مشكلة العنف بين الأقران في لجنة شباب الأمان، ستحصل على جائزة في معهد لندن السينمائي، ولتعتبر أيضاً مادة مرئية تدرس، لكن التشجيع والمثابرة في العمل أوصلاه وبقية الفريق إلى النجاح.
لأنه حين فكر وجد هناك مَن يحيط به ويسمعه ويساعده هو وزملاءه، لم يستهن بفكرته ويخجل من طرحها، ولم نستقبلها منه ونحن ساخرون من بساطتها أو عدم جدواها، حتى باتت عملاً نفخر به ويفخر هو أيضاً به كأحد إنجازاته.
يقول الدالاي لاما: "إذا كنت تعتقد أنك أصغر من أن تصنع الفرق، فجرب أن تنام مع بعوضة"، هكذا بدأ سعود وبدأ غيره من الشباب والشابات في تحقيق أحلامهم، وتزايدت تجاربهم في كافة المجالات ما بين مشروع تجاري ومشروع تطوعي وآخر فني؛ حتى أصبحوا مثالاً يحتذى به، هذا لأنهم أدركوا أنهم رغم صغر سنهم إلا أن أفكارهم تستحق الانتشار، لكنهم بحاجة لتوجيه حتى يتمكنوا من إخراجها بأفضل صورة.
ولتستمر عملية الإنتاج والابتكار لدى مراهقينا، نحتاج أن نسأل أنفسنا كمربين وأولياء أمور: كم مراهق يحتاج إلى كلمة تشجيع تجعله يحلم بالنجاح؟ كم مراهق استطاع أن يتحدى الظروف ليتميز على أقرانه بعمل ما؟ كم مراهق نجده ونحن على عتبات إجازة طويلة لا يعرف ليله من نهاره؟ كم مراهق لا يعلم أين يذهب وكيف يطور مهاراته؟
ولو استرسلت بطرح استفساراتي لما انتهيت، ولكن دعونا ننظر بموضوعية لطرح الحلول، وننزل لمستوى معارفهم ونتحدث لغتهم فهم خلقوا لزمان غير زماننا، لنرى بأعينهم كيف يرون العالم، وبنظرتهم وخبرتنا سنجد أنفسنا أمام حلول للكثير من المشكلات والعقبات التي تحيط بهم.
ولنتعاون بمساعدتهم ليدركوا كيف أنهم جزء من هذا المجتمع وأنهم قادرون على تقديم الكثير له، حتى وإن كانوا صغاراً؛ فقد تكون كلمة أو فكرة منهم حجر أساس لمشروع رائد.
ونعلمهم أن كل طريق يبدأ بخطوة ولكنهم يحتاجون أن نقف إلى جانبهم؛ لننير لهم هذا الدرب، ليكونوا جزءاً فاعلاً من هذا المجتمع، وهذا لا يأتي بتثبيط هممهم واستبعاد آرائهم وتوجيههم بلغة الجاهل غير المدرك، بل بالإرشاد والحب سنكسب قلوبهم ونستميل عقولهم. نحن بحاجة إلى حملة واسعة لنتعرف بها على من هم المراهقون؟ كيف يعيشون وكيف يفكرون وما رغباتهم؟ وكيف نستطيع أن نقدم لهم ما نستطيع تقديمه لنخلق هذا الجيل الذي يحمل من صفات التميز والإبداع ما يدعوننا إلى الفخر بأنهم أبناؤنا.
أولى خطوات نجاح شبابنا تبدأ من المنزل ومن ثم المدرسة، إذا كنا ننظر إلى شبابنا أنهم أصغر من المشاركة في بناء مجتمعهم، فنحن نحكم على مواهبهم بالموت قبل أن تظهر، هم بحاجة إلى كل كلمة وكل نظرة فخر وتشجيع من جميع المحيطين بهم، هم بحاجة إلى أن نسير معهم جنباً إلى جنب.. فهم الأمل وهم مصدر قوتنا للسنوات المقبلة.

مقطع الفيديو ( نحن جيل التقدير لا جيل التحقير )
http://www.youtube.com/watch?v=BHBAgDHmIyA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق